إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب حكاية بلا بداية ولا نهاية pdf الكاتب نجيب محفوظ
"قال الرجل ذلك وذهب. وقف الشاب والفتاة يتبادلان النظر سألها: أأنت مترددة مثل أبيك. فقالت بهدوء عذب: أنت تعرف رأيي تماماً. أترغبين أن أنتظر حتى يتكشف لي الماضي. لا يهمني أن تهتدي إلى ماضيك أو أن يهتدي ماضيك إليك. أنا سعيد ولكن القلق يطاردني. وتحبني أليس كذلك. لا يربطني بهذا المكان إلا حبك. حسبنا ذلك. سأعمل وأتزوج ولكن والدك متردد. كلا، إني أعرف والدي تماماً. يخيّل إليّ أني نلت ثقته. أنت أهل للثقة. لندع الله يهيء لنا السعادة. لندعه من صميم قلوبنا. وفي شرفة الفيلا، فوق الجبل، جرى الحديث في ظلام دامس، سأل الشيخ الجالس فوق الكرسي الهزاز: ما وراءك. فأجاب الشيخ الماثل بين يديه: أواه صاحب الفندق. رجل طيب وداهية ماكر، وعمل كل ما يمكن عمله للاهتداء إلى هوايته. ولو لم ينظر الفتى في نفسه مباشرة! إنهم يفضلون الوسائل غير المباشرة. وثار فضول الناس. لم يعد يثيرني فضولهم. حسن، وظل مجهولاً كاللغز. تعني في نظر نفسه. طبعاً.. وكيف مضت القصة. ظهر الحب. من جديد".فندق ونزلاء وخيال نجيب محفوظ يحلق باحثاً عن حكاية هي بلا بداية ولا نهاية. ولا ريب في أن نجيب محفوظ في حكايته تلك لم يغب الواقع عنه، إذ أنه، كان يكتب قصصه بعد تلمسها حقيقة على أرض الواقع، إذ أنه كان يعيش قصته في مناخاتها الحقيقية. لينسج وبشيء من الخيال إبداعاته التي تستمد أهميتها وانتشارها من واقعيتها. ونجيب محفوظ في حكايته هذه لم يبتعد عن منهجيته هذه، وما أبطال تلك القصة إلا أشخاص حقيقيون، وما الأحداث إلا أحداث جرت على أرض الواقع.
لذا ومن خلال أسلوبه البسيط يشدك نجيب محفوظ لتتابع أحداث تلك القصة مركزاً على شخصياتها زينب علي عويس الشيخ محمود الشيخ عمار.. وغيرهم تلك الشخصيات التي وظفها نجيب محفوظ لتصوير المجتمع المصري في تلك الآونة، ليحاول من خلالها ومن خلال حواراتهم واسترسالاتهم تقديم نقد لما كان يخيم على ذلك المجتمع من أفكار وعادات وسلوكيات (عقدية اجتماعية سلوكية). وقد نجح الكاتب إلى حدّ كبير في حكايته تلك التي على الرغم من كونها بلا بداية ولا نهاية، فإنها أقحمت القارئ في ما بين سطورها متصوراً بداية ونهاية يحددها هو بنفسه.
هذا الكتاب من تأليف نجيب محفوظ و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
روائي مصري حائز على جائزة نوبل في الأدب. وُلد في 11 ديسمبر 1911، وتوفي في 30 أغسطس 2006. كتب نجيب محفوظ منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. من أشهر أعماله الثلاثية وأولاد حارتنا التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب. بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيع وجودية تظهر فيه.محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب أبوعوف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة. بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. في 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة. وبدءاً من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق. جرب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة. فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته الشحاذ، وأولاد حارتنا التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله. كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في روايته (الحرافيش، ليالي ألف ليلة) وكتابة البوح الصوفي والأحلام كما في عمليه (أصداء السيرة الذاتية، أحلام فترة النقاهة) واللذان اتسما بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعالم، وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدويناً معاصراً لهم الوجود الإنساني ووضعية الإنسان في عالم يبدو وكأنه هجر الله أو هجره الله، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة