إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب لا بحر في بيروت pdf الكاتب غادة السمان
عن الكتاب: العاصفة تشرنق المدينة بالمطر والظلمة وزعيق الريح. غرفتي خائفة مدفونة في أحشاء البناء، الساعة تلهث فوق الحائط وتكاد عقاربها تشير إلى الثانية عشرة مكتبتي المتخمة تتوهج بالتحدي، والمطر يتطفل على النافذة، وعلى وجهك الذي يطل أبداً خلف أية نافذة منذ عرفتك. أمامي حقيبة سفر مفتوحة ستكون ممتلئة بعد دقائق... وورائي ساعة وحائط ومكتبة تمردت عليها لأني اخترت النافذة والمطر، والظلمة والمجهول، ووجهك الذي يطل أبداً خلف أية نافذة، ولأن في صنين، وراء الثلوج وراء المطر، وراء اللون والصوت والصدى، قمة منسية في آماد الوحشة اللامتناهية، ولأنننا سوف نبحث عنها، سوف نذهب إليها، سوف نحترق فيها، وسوف ننطلق منها إلى الحقائق الصلبة النائية، ولن نعدو وسوف نهوم طيرين، ذئبين، ذرتين، ولا شيء، سوانا سيقولون هربا! ولن نلتفت لنقول لهم أننا لم نهرب وإنما رحلنا حينما فقدنا إحساسنا تماماً بوجودهم... إنني أسمع مديري يصرخ: "تلك المجنونة كانت أكثرهن ثقافة واتزاناً وعملاً! ثم تتولى زوجته شرح الحكاية المثيرة للصديقات، وما أكثر صديقاتها يوم تؤلم في الدار فضيحة: كنت أتوقع لها ذلك منذ البداية، عانس جميلة، ولا أهل لها، ولا أهل لها، كتاب واحد في مكتبتها الضخمة يدفع بأي عاقل إلى الجنون: فليقولوا ما شاؤوا... اني أتفجر، أتمزق شوقاً للرحيل. ثلاثين عاماً وأنا أبحث وعبثاً أبحث، وأنا أظن أحياناً أنني وجدت شيئاً كنت فأرة مكتبة. رقصت مع شياطين "ميلتون" وطفت بالجحيم مع دانتي، وزحفت في أزقة باريس مع زولا، وتهكمت مع فولتير، وماذا بعد؟ لا شيء؟ لا شيء سوى أنني لم أجد الحقيقة التي تسندني. تعيد خلفي، تميزني، تمنحني خصوصيتي في هذا الضياع الرحب. لا شيء. ميدوزا الثقافة حجرتني، زادتني تشويهاً، وظل السؤال يمزقني: وماذا بعد؟ وما معنى هذا كله؟ حتى التقينا، فعرفت أن الحقيقة الوحيدة هي الرجل المحب المحبوب. لا، لست نادمة، أنت فرصتي الأخيرة والوحيدة. ولن أتردد". ننطلق مع غادة السمان عبر عوالم يسكنها أشخاص نتحد معهم ويضحي الواحد منهم في لحظة من لحظات أكدت جزء من ذواتنا أو ذواتنا بكليتها وما كنا نتوق إلى البوح به أو إلى قوله نسمعه، نعيه، ونثق بحاجتنا إلى ضرورة الانطلاق من عقال الأسر، ومن سجن الصمت وتتسلل لغة غادة السمان إلى حافظتنا، ونحتفظ بالكثير من معانيها القافزة من معين البساطة ومن حروف الكلمات ومن عمق الأفكار، وتأتلف نفوسنا مع قصصها إلى النهاية.
هذا الكتاب من تأليف غادة السمان و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. من أعمالها مجموعة " الأعمال غير الكاملة "
1 - زمن الحب الآخر- 1978
2- الجسد حقيبة سفر- 1979
3- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979
4- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979
5- اعتقال لحظة هاربة- 1979
6- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979
7- الرغيف ينبض كالقلب- 1979
8- ع غ تتفرس- 1980
9- صفارة إنذار داخل رأسي- 1980
10- كتابات غير ملتزمة- 1980
11- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981
12- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981
13- البحر يحاكم سمكة - 1986
14- تسكع داخل جرح- 1988
15 - محاكمة حب.
ومن مجموعاتها القصصية :
1- عيناك قدري- 1962
2- لا بحر في بيروت- 1963
3- ليل الغرباء- 1967
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973
5 - زمن الحب الآخر
6- القمر المربع.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة