إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب غوانتنامو قصتي pdf الكاتب سامي الحاج
سامي الحاج معتقل سابق في غوانتنامو وصحفي في قناة الجزيرة يروي قصة اعتقاله على الحدود الافغانية الباكستانيه وحتى ترحيله الى سجن غوانتنامو مدة سبع سنوات ظلماً.
في ظلمات ليلٍ عربيٍّ، أجلس وحيدًا.. أُصغي لصدى أنفاسي ونبض قلبي.. ويأتي طائر من طيور الليل، فيحطّ على مقرُبة منِّي، ويأخذ في الغناء على نحو خافت، كأنما يدعو وليفًا غائبًا!
أحاول تَبَـيُّـنَ جسمه في الليل، غير أنَّ شَجَن غنائه يأخذني بعيدًا، بعيدًا جدًّا.. إلى ساعة غير هذه، ومكانٍ غير هذا.
إلى حيث وضعني السجَّانون في زنزانة حبس انفرادي، نزعوا عنِّي ملابسي وزجُّوا بي في تلك الزنزانة الضيقة. كانت أجهزة التبريد تعمل بقوة، وما هي إلا لحظات حتى دخل البرد إلى عظامي. وبينما كنت أرتجف وأرتعد.. تناهى إلى أذني، من زنزانة تقع عن يميني، صوت محتسِب يردِّد في نبرةٍ مِلؤُها الجَلَد: أَحَدٌ أَحَد.
وما هي إلا لحظات ويعلو صوت سجين آخر في زنزانة مجاورة في ناحية الشمال يقول لي: يا سامي سكِّت بلالًا الذي عن يمينك حتى أعالج ما أنا فيه من برد. وبالرغم من كل شيء، وجدتُ نفسي أبتسم!
كان ذلك في غوانتانامو، وغوانتانامو قصتي؛ أنا السجين رقم (345). نعم، غوانتانامو قصَّتي وقصة أكثر من ثمانمائة سجين. كل واحد منهم عاش التجربة على نحوٍ ما، دونما ريب متشابه، دونما ريب مختلف!
غير أن العطفة الحادة التي ملأتني مع الألم إيمانًا وقوة عقلية ونفسية أوضحت بل أكدت لي أن في دواخل كلٍّ منَّا قوى هائلة تظل كامنة حتى نقدح فيها شرارة الصمود؛ لكي تندلع ثم تشتعل ويشتد أوارها فَيَلْتَهِم كل المثبطات ويقضي على كل ريح مناوئة.
ولقد قدحتُ هذه الشرارة يوم بدأت رحلتي إلى عالم الجوع البدني والامتلاء الرُّوحي؛ وإنه لحق أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
فكَّرت مليًّا من قبل أن أضع إرادتي على حدِّ الرهان بالدخول في إضراب طويل وتام عن الطعام. ثم إنني قررت وأعلنت القرار.
كنت أقهر وحدتي بذكر الله الذي هو معنا حيث ما كنَّا، وفي ذات الوقت أُحجِّم مطالب الجسد بلجام الروح.
تحميل كتاب غوانتنامو قصتي PDF - سامي الحاج
هذا الكتاب من تأليف سامي الحاج و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
سامي محي الدين الحاج (15 فبراير 1969) مصور سوداني الأصل يعمل مع قناة الجزيرة. ومُعتقل سابق في غوانتنامو.
نشأته:
ولد في مدينة الخرطوم وانتقل لاحقًا مع والده إلى مدينة سنار في وسط السودان حيثُ أنهى الدراسة الثانوية هناك لينتقل بعدها إلى الهند ليحصل من هناك على شهادة آداب إنجليزية.
اعتقاله:
ذهب مصور الجزيرة سامي الحاج مع فريق عمل لتغطية أحداث الغزو الأمريكي لأفغانستان ودخل أفغانستان عبر الحدود الباكستانية، وكان الجيش الباكستاني قد ألقى القبض عليه في المنطقة المتاخمة للحدود الأفغانية في شهر ديسمبر من سنة 2001، وسلمه للأمريكيين الذين احتجزوه منذ عام 2002 وبعدها نقل إلى معتقل غوانتانامو، وبعدما لم تتمكن السلطات الأمريكية من إثبات ضلوعه في أي عمل إجرامي فتم الإفراج عنه مساء يوم الخميس 1 مايو 2008 بعدما قضى 6 سنوات في السجن دون توجيه أية تهم إليه.
الكتب الأكثر قراءة