إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب عهد الشيطان pdf الكاتب توفيق الحكيم
عن الكتاب: إحدى مجموعات توفيق الحكيم القصصية الفلسفية الممتعة كل هذه الخواطر كانت تدور في خلد العالم "فوست" وهو جالس أمام كتاب في علم الفلك تحت نور ضئيل في حجرة كالقبو من حجرات القرون الوسطي. ولم يكن بالمكان أحد. ومع ذلك فقد سرت في جسم العالم المتهدم رعدة. إذ شعر أنه ليس وحده في المكان. فتردد قليلاً ثم استدار بعينيه المنطفئتين يبحث في أركان الحجرة، فلم يجد أحداً غير ظلال نور الصباح تتلاحق فوق الحائط القاتم كالأشباح اللاعبة. فتملكه خوف لم يدر سببه.. ووضع وجهه في كتابه يحاول القراءة ويلتمس فيها هدوء الخاطر. وإذا صوت هامس يلقى في أأذنه: فوست! فوست! لقد سمعت ما دار في نفسك! فجمد الدم في عروق الشيخ، واستطرد الصوت: لا تخف. ألا تعرف من أنا؟ لم يحر العالم جوابا، ولم يجرؤ علي الحركة وظل في جلسته كتمثال من الشمع. فأستأنف الصوت: أنا الذي يستطيع أن يمنحك ما تطلب… هنا دبت القوة في نفس الشيخ، وزال عنه الخوف والتفت إلي مكان الصوت فأبصر وجها غريب السحنة لا يشبه وجوه البشر، يبسم له ابتسامة عجيبة. ولم يجد لهذا الوجه جسما، فقد كان محاطاً بالظلام. تمالك الشيخ وتحامل، ثم قال في صوت واجف: من أنت؟ فنظر إليه الوجه نظرة ثانية وأجاب: وهل يعنيك كثيراً أن تعرف من أنا؟ من أنت؟ دائماً تريد أن تعرف. دائماً حب المعرفة!.. أيها الأحمق الفاني!.. أما يكفيك أنى أعطيك ما تطلب؟ كل ما تطلب؟ من أنت؟ الشيطان؟ دهش العالم ونظر إلي الوجه من جديد، فألفاه يبسم تلك الابتسامة التي لا تتغير. فردد في بطء، وهمس كأنما يخاطب نفسه: الشيطان.. ودنا الوجه قليلاً من الشيخ، وقال في نبرة لطيفة: أتخافنى؟ الشيطان.. لا تخف، انتظر. وفي الحال أبصر الشيخ ذراعين وقدمين وبقايا جسم آدمى تأتي طائرة طائعة من انحاء الحجرة، وتلتصق بالوجه حتي صار إنساناً، وتغير الوجه فصار كوجوه البشر، ومد ذلك الإنسان يده إلي كرسي بجانب الشيخ، وجلس وهو يقول كالمخاطب لنفسه: "ها أنا ذا إنسان لا ترى إلا من كان صورتك! إنى في خدمتك". هدأ روع العالم قليلاً، وتذكر ما كان فيه منذ لحظة من ضيق بنفسه، وتبرم بحياته، فاهتز في مقعده وصاح: أيها الشيطان، أعطنى.. أعطنى.. اطلب ما شئت. الشباب. لفظها الشيخ الفاني من أعماق قلبه المتداعى… فأجاب الشيطان في تؤدة: لك ما طلبت. ولكن… ما تعطيني أنت في مقابل هذا؟ إن الشيطان لا يعطى لوجه الله! فقال الشيخ من فوره: أعطيك العلم.. كل ذلك العلم الذي اكتنزته مدى ثلاثين عاماً. فقهقه الشيطان: لا حاجة بي إلي هذه البضاعة، علمك لا ينفعني. إنى أريد منك شيئاً آخر. ماذا؟ نفسك. فلم يتردد الشيخ: هي لك.
هذا الكتاب من تأليف توفيق الحكيم و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي . سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي [2] وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة [3]. عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون". مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض. وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة