تحميل كتاب عرس بغل PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب عرس بغل PDF

تحميل كتاب عرس بغل PDF

تحميل كتاب عرس بغل pdf الكاتب الطاهر وطار

كثرة الزيارات والجلسات، جعلتني أتعرض للإرهاق بسرعة، عندما أكون في الداخل، أنسى التعب. لعلني أكون هذا المساء هارون الرشيد، قد أكون بن السعود أو بولفانين، لماذا هربت من الأعراس، من الغناء والطرب والقهقهات الرنانة، ومن الفرحة على وجوه الفقراء وجئت إلى المقبرة. لا شيء من الأعماق، كل ما هنالك عرس بغل، أعراس بغل في حجم الكرة الأرضية، كلهم، كلنا، نهرب إلى مقبرة، كل من فيها ميتون إلا نحن، الحياة. حياة الآخرين المرتبطة بحياتنا، لا تهمنا إلا بقدر ما تكون المقبرة. لا. لا. هذا كلام لا معنى له. كلام غير مستقيم، يمليه التعب. ها أنك قد وصلت. أهلاً وسهلاً بك في مدينتك، يجدر بك أن تكون "أفلاطون" هذا المساء، قد أكون من يدري؟". في روايته "عرس بغل" يرسم الطاهر وطّار صورة الإنسان الذي يرى في الهروب من أعباء الحياة وصراعاتها وسيلة لمتابعتها. يحاول الظاهر وطّار عكس رؤيته في الفلسفية تلك من خلال استنطاق شخصيته المحورية التي وعلى الرغم من هامشيتها ودونيتها، وفي لحظة اللاوعي، يجري على لسانها عبارات فيلسوف.
الناشر:
راحت المسافة بين قعر الخق وبين حوافات فمه الكبير، تتغير شيئاً فشيئاً... بدت ببعدها الطبيعي: حوالي المترين أو يزيد، ثم تأخر الفم، بعد النفس الأول عدة أمتار. بعد النفس الثالث تأخر القعر. بعد النفس الخامس تأخرت التينة والصخرتان، والحاج كيان وسلته. بعد ذلك راحت كل المسافات تتباعد، وانفتحت في رأسه وفي قلبه، هوتان، لا أول ولا آخر لهما. وفي الجين الذي شغر فيه بالتلاشي والذوبان، شعر بأنه يحتل كل ما هنالك من مكان أو زمان.
ترى من أكون اليوم؟ المتنبي؟ حمدان قرمط؟ زكرويه الدنداني؟ المعتصم؟ المنتصر؟ المعتز بالله؟ موسى بن بغا؟
وما يهم؟ ليس في الجبة سواي. سوى رحى في حجم الأرض تطحن، والألم يقطر.
بدأت المرحلة الأولى من الرحلة.
هؤلاء الموتى المساكين، لم يعد أحد يذكرهم، يا لهم من غرباء، كانوا هنا، يسعون ويلهون ويأملون. تساقطوا كالذباب واحداً إثر آخر، أتوا بهم قطع لحم باردة، دفنوها في الأرض، وولوا هاربين، تاركين إياها للدود.
المساكين. المساكين. سقطت دمعتان من عينيه، تناول ذرات من حلوى الترك وضعها على لسانه، واستغرق في الامتصاص.

هذا الكتاب من تأليف الطاهر وطار و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

كاتبٌ جزائريٌ. ولد في بيئة ريفية وأسرة أمازيغية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غربا (حركتة المعذر) إلى خنشلة جنوبا إلى ما وراء سدراتة شمالا وتتوسّطه مدينة الحراكتة : عين البيضاء، ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله, فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا. عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة. أسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة، ثم أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها، ليعود في 1973 و يأسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب, أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين. يقول إن همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم. 
ويقول إنه هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى. كما يقول: أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة, وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم. عمل الكاتب في كل الميادين و النشاطات السياسية، من مؤلفاته نجد مجموعات قصصية و مسرحيات و روايات، كما قام بترجمة مجموعة من الأعمال الفرانكوفينية. تد رس أعمال الطاهر وطار في مختلف الجامعات في العالم وتعد عليها رسائل عديدة لجميع المستويات.