إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب طوق الياسمين pdf الكاتب واسيني الأعرج
ماذا تكون الكتابة إن لم تهدف إلى إحداث تغيير عميق في النفوس واستفزاز العقول لكي تثير غبار الأسئلة من حولها. وها هو واسيني الأعرج بلغة صوفية مستمدة من عالم الأحلام ينفض الغبار عن عالم مختفٍ منسي، يقلب صفحات طوق الياسمين باحثاً عن أجوبة لأسئلة طالما شغلت الإنسان من الأزل مقتفياً أثر الحقيقة عله يمسك بها، مجتازاً بوابات العبور، ممتطياً الريح أو البحر إلى حيث يستطيع المرء أن يموت بدون خوف.
إن عيد عشاب الذي انسحب من الدنيا وسيلفيا التي تقف على القبور المنسية تقضي الوقت وهي تدور حول قبر أبيها في المقبرة المسيحية لتعاتبه على حماقاته القاتلة، قبل أن تنزلق إلى قبر عيد عشاب لتقضي يومها بجواره تطرح السؤال الذي لم تجد جواباً عليه: ما الذي جمع بين عيد وبين والدها في العالم الآخر، وهل يلتقيان هناك بعد أن احتضنتهما نفس التربة التي رفضاها في الحياة.. إن سيلفيا وهي تقوم بطقسها الأسبوعي تبحث عن حلم أحبطته العصبيات والعقليات المتعصبة وهي تبحث بلا جدوى وليس أمامها بعد أن فقد الواقع جدواه سوى أن تقلب صفحات فارغة مصفرة لعلها تجتاز باب "طوق الياسمين"، وتتمنى لو أن عيد عشاب كان تافهاً أو عادياً لتمكنت من نسيانه بسهولة لكنه وهو الذي عاش ما كسب، مات ما خلى، لم يشبه أحداً ولم يكن أحد يشبهه. وها هي السنون تترى وفي عزلة المقابر والبرد تبذل محاولات يائسة للنسيان.. فعندما يرحل الذين نحبهم يأخذون معهم كل أشيائهم الصغيرة إلا ابتساماتهم وأسئلتهم.. إنها لم تجد بداً من التفتيش في ثنايا المذكرات، يثبت نظرها أخيراً على العبارة التي كتبها قبل أن يغلق كراسته وينسحب بصمت.. "حبيبتي سيلفيا.. من أين أبدأ هذا الألم وهذا الحزن الذي صار مثل الفيض يملأني ويقودني نحو يأسي الكبير".. البارحة رأيت حلماً أخرجني من وضع وأدخلني في وضع آخر، رأيت سيدي الأعظم محي الدين ابن عربي.. طلب مني أن أتجه نحو "طوق الياسمين، كنت أعرف أنه يقودني نحو الموت ولكني لم أتردد لحظة واحدة".
ها هو عيد عشاب عاش وحيداً ومات وحيداً مثل سيده الشيخ محي الدين ابن عربي، فلم يبقَ من رماد الأيام سوى وجهان يملأهما النور.
هذا الكتاب من تأليف واسيني الأعرج و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد 8 أغسطس 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية- تلمسان، جامعي وروائي. يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس. يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي.
على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.
في سنة 1997، اختيرت روايته حارسة الظلال (دون كيشوت في الجزائر) ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، ونشرت في أكثر من خمس طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية، قبل أن تنشر في طبعة خاصة ضمت الأعمال الخمسة.
تحصل في سنة 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله.
تحصل في سنة 2006 على جائزة المكتبيين الكبرى على روايته: كتاب الأمير، التي تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا، في السنة.
تحصل في سنة 2007 على جائزة الشيخ زايد للآداب.
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدنمركية، العبرية، الإنجليزية والإسبانية.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة