إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب صورة جماعية مع سيدة pdf الكاتب هاينريش بول
بغداد/ أوراق واقع يومي قاس يصف مصيراً كئيباً ،إنهيار أخلاقي إجتماعي وإضطراب داخلي في ظل الحرب وما بعدها. احداث نتابعها في رواية (صورة جماعية مع سيدة) للكاتب الألماني هاينريش بول، والصادرة عن دار (المدى) للثقافة والنشر بترجمة صلاح حاتم. تطل علينا شخصية ليني امرأة في الثامنة والأربعين من عمرها تتألق صحة وحيوية وحضورا واضحا في صفاتها الجسدية والنفسية، يضعها المؤلف في إطار صورة جماعية تمثل شرائح المجتمع طولاً وعرضاً وقد اطلق عليها تسمية سيدة. تكشف لنا الأحداث بأنها أرملة مقاتل، عملت لمدة خمس سنوات معاونة مدربة في مكتب والدهاا، وعملت بستانية غير مدربة لمدة سبع وعشرين سنة، تتخلى على نحو مستهتر وفي ظروف التضخم النقدي عن ملك ثابت كبير هو عمارة للايجار متينة البنيان في مدينة نويشتات تصل قيمتها الى اربعمائة الف مارك، وتجد نفسها اقرب الى العوز بعد ان تستقيل من عملها من دون سبب.
تتزوج من ضابط صف في القوات المسلحة الألمانية، لكنها تترمل بعد ثلاثة ايام من زواجها، وتتقاضى معاش ارملة مقاتل.. تجري الأحداث في بيت أهل ليني ومدرسة البنات التي تديرها راهبات، وفي مشتل المقبرة الخاص بالانتهازي المزاود بيلتسر تاجر الخردة ونابش الجثث، وايضاً في أقبية القنابل الشبيهة بالقبور في مدينة كولونيا، واماكن البناء والتحصينات حتى سور الأطلسي وعلى شاطي نهر الراين الهادئ هدوء المقابر بعيد الاستسلام، والسوق السواء والأفنية الخلفية وفيلات أرباب الصناعة، وفي معسكرات أسرى الحرب، مصائر شخوص تنسج وتتشكل بين علاقات داخلية وخارجية، حقائق وتأملات وأفكار يتم عرضها في توثيق دقيق.. وهنا نتعرف على شخصية أبو ليني، موهبة تتحول بين الوضع الاقتصادي للتسليح وستراتيجية الخراسانات على سور الأطلسي، الا ان الموت الرهيب الذي احاق بابنه الوحيد جعله يرى صعوده رزياً، بحث كل ما يفعله فيما بعد لن يسبب له الا الدمار الذاتي.. أما الأبنة ليني فهي تبرز وسط خضم الاحداث مزيجا لطيفا من الحلو والمر، وتبدو على فطرتها البسيطة انموذج للفرد المستقل غير المدجن، وتبدو متدركاتها بصرية ولمسية وشمية، ولا تستطيع ان تفهم الاشياء الا عن طريق حواسها. والجانب الآخر من طبيعتها يتجلى في استمتاعها بالطعام بعكس ما هو معتاد في ألمانيا فالطعام لديهم يكون سطحياً، وقد يختزل ببرشانة يدسها المرء بفمه....
هذا الكتاب من تأليف هاينريش بول و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
أديب ألماني حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1972 .
• حياته:-
ولد هاينريش بول في مدينة كولونيا في 21 ديسمبر 1917. وكان أبوه فيكتور بول يعمل نجارا, وكانت أمه ماريا هي الزوجة الثانية لأبيه. كان هاينريش الابن السادس لأبيه. ونشأ وسط عائلة برجوازية كاثوليكية.
التحق هاينريش بين 1924 و 1928 بالمدرسة الشعبية الكاثوليكية, ثم التحق بمدرسة القيصر فيلهلم الثانوية الحكومية. وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية في سنة 1937, بدأ بدراسة علم المكتبات في ليمبيرتس في بون, غير أن تركها بعد أحد عشر شهرا. وقد بدأ هاينريش في كتابة محاولات أدبية في تلك الفترة.
وفي سنة 1938 عمل لمدة عام في وظيفة حكومية. ثم بدأ في سنة 1939 في دراسة علوم اللغة الألمانية وكذلك الفيلولوجيا الكلاسيكية في جامعة كولونيا. وكتب في تلك الفترة روايته الأولى "على حدود الكنيسة" Am Rande der Kirche. واستدعي في نهاية صيف 1939 لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الألماني, وكانت الحرب قد بدأت. فظل في الحرب حتى أبريل 1945 حيث وقع في أسر القوات الأمريكية, وأطلق سراحه في سبتمبر.
تزوج هاينريش بول خلال إحدى إجازاته من الجيش في سنة 1942,انا ماريا تشيش، التي كان قد تعرف عليها منذ مدة طويلة. وقد مات طفلهما الأول كريستوفر في سنة 1945 ولما يكمل عامه الأول. ثم أنجبا ثلاثة أولاد هم ريمون,ورينيه, وفينسنت.
• البدايات الأدبية:-
أثناء الحرب كان هاينريش بول يكتب الرسائل, وبعد أن انتهت الحرب استأنف الكتابة الروائية والقصصية. وبجوار ذلك عمل في العديد من المهن ليكسب قوته. ثم التحق بالجامعة ليستكمل دراسته, وكانت زوجته تعول الأسرة من خلال دخلها الثابت من عملها كمعلمة.
في سنة 1946 ظهر الرواية الأولى لبول بعد الحرب وهي "صليب بلا حب", وكان بول قد كتبها ليشترك بها في مسابقة أدبية. ثم بدأ في سنة 1947 في نشر قصصه القصيرة في المجلات, والتي يمكن أن ندرجها ضمن "أدب ما بعد الحرب" و"أدب الأنقاض". ومثلت تجارب الحرب والحياة الاجتماعية المضطربة بعد الحرب الموضوعات الأساسية في هذه الأعمال. وقد جمعت هذه القصص ونشرت في مجموعة قصصية بعنوان "أيها الجوال, هل تأتي إلى إسبـ....."، والتي أسست لشهرة بول ككاتب قصصي. (وكلمة إسبـ... اختصار لكلمة إسبرطة, وهذا العنوان مقتبس من قصيدة مشهورة للشاعر الإغريقي سيمونيدس في القرن السادس ق.م. وتسجل هذه القصيدة معركة الثيرموبولاي أو مضيق الجبل, التي قادها الملك ليونيداس ضد الفرس مع ثلاثمائة من جنود الإغريق, سقطوا جميعا في هذه الحرب. وكلمات هذه القصيدة تقول: "أيها العابر...إن جئت يوما إلى إسبرطة...فقل لأهلنا هناك...أننا نرقد هنا وفاء لعهدنا").
وقد نشر بول أيضا القصص الأخرى التي كتبها في السنوات الأولى بعد الحرب, وضمها في مجموعة قصصية بعنوان "الجُرح" في سنة 1983.
• أعماله الرئيسية:-
مثلت سنة 1950 بداية لمرحلة إبداعية هامة في حياة هاينريش بول. ويدل على هذا غزارة الإنتاج الأدبي له ابتداء من ذلك العام. وأهم هذه الأعمال: أين أنت يا آدم؟ 1951, ولم يقل كلمة واحدة 1953, بيت بلا حراس 1954, مذكرات آيرلندية 1957, الصمت المتراكم للدكتور موركيس 1958, بلياردو في الساعة الثانية عشرة 1959, تأملات مهرج 1963, عندما اندلعت الحرب 1965, صورة جماعية مع السيدة 1971.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة