إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب رمضان حبيبي pdf الكاتب نجيب الكيلاني
والعجيب أنها لم تصد أحمد أو ترفضه صراحة، كانت تقترب منه ثم تبتعد عنه، لعلها لم تأخذ الأمر كله مأخذ الجد، وماذا يضيرها أن تتلقى رغبات الخطاب، وهمسات الخاطبة، وأمنيات الأم؟ إنه نوع من التسلية البريئة، ثم إن رفضها القاطع ربما يكون فيه قسوة على ذلك الشاب الطيب البرىء الذى لا يعرف من دهاليز الحياة وأسرارها وألاعيبها إلا القليل جدا.. فى أحد الأيام رأته "جليلة" قادما، كان حليق الرأس على عادة العسكر، ومع ذلك فإن وسامته بدت جلية لا يمكن أن تخطئها عينها، شعرت بشئ من الحرج، ووجدت نفسها تقارن بينه وبين "فتحى" صديق شقيقها.. إن لفتحى سوالف طوويلة، وشعر مرجل، ويدخن نوعا من السجائر الفاخرة مستوردة من الخارج.. خال من العقد والقيود والمخاوف.. وضحكت، وطرحت رأسها إلى الخلف وهو جالس لا يتزحزح من المقعد الذى قدمته له فى غرفة الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة الخاصة.. وقال أحمد فى بساطة غريبة: "جئت طالبا يدك.."، ابتسمت، وحمدت الله على خلو الحجرة من أى مخلوق سواهما. -"ألا تخاف من حضرة الناظر؟". -"أنا لا أخاف أحد إلا الله". -"كان أفضل لو كلفت أمك بهذه المهمة". سدد إليها نظرات فاحصة، بينما استطردت قائلة: "النسوة أكبر على مجابهة هذه المواقف". قال دون أن تطرف له عين: "والرجال أيضا..". -"كيف؟". -"إننى أعبر قناة السويس وأعود.. الجانب الآخر من القناة فيه الموت فى كل شبر.. ولكنى أعود". طوت أوراقها أمامها وقالت: "معارك الطائرات والمدافع أخف من معارك الحب". تلعثم قائلا: "كلمات يعوزها الدليل". اعتدلت فى جلستها وقالت: "لنطن صرحاء.. كيف تفكر فى الزواج وأنت لن تترك الجيش قبل سنوات؟ هناك من قضوا فيه أكثر من خمس أو ست سنوات..". طأطأ رأسه وقال: "الحب لا يعرف حدود الزمان والمكان". قالت وهى تقدم له طبقا به بعض قطع الحلوى الملفوفة: "هل جربته؟". -"نعم...". -"من أحببت قبلى؟". قالتها فى دهشة وترقب، فرد: "أحببت الله". انفرجت ضاحكة.. وعادت تقول: "هذا شئ آخر..". -"أبدا.. الحب الكبير بناء متكامل.. يشمل الكون كله". -"أنت تخلط بين الحب والعبادة..". همس: "الحب؟ ترى ما رأيك فيه؟". تنهدت قائلة: "الحب الذى أعرفه فيه شئ من المعصية". ارتجف جسده، شعر بغير قليل من الضيق، وتأرجحت عيناه فى محجريهما، فكرأن يغادر المكان غير آسف، لكن شيئا ما يشده إليها، إنه لا ينكر أنه يحبها، لماذا لا يفسح من صدره وعقله لحوارها؟ إن لها منطقا، كان الكفرة يضايقون الأنبياء، ويرمونهم بكل نقيصة، ويسفهون آراءهم، والأنبياء يصبرون ويغفرون ويدعون لهم بالهداية.. أنا لست نبيا، ولكنى أستطيع أن أصبر.. علمتنى التجربة الدينية والفلسفية أن أصبر..، والتفت إلى جليلة قائلا: "لماذا لا نبدأ معا بنظرة جديدة..". -"تريد أن تحيل الحب إلى تجربة علمية..". -"حياتنا كلها تجارب.. والتجارب المستعارة يا جليلة أضعف أثرا من التجارب النابعة من الجدان..". قالت فى شئ من الملل: "نستطيع أن نؤجل الكلام فى هذا الموضوع". -"ولماذا نحرم أنفسنا من شئ طيب جميل ومفيد؟". -"وقد تختلف وجهات النظر..".
هذا الكتاب من تأليف نجيب الكيلاني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
أديب إسلامي مصري. ولد في قرية شرشابة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية وكان مولده في شهر المحرم 1350 هـ، في اليوم الأول من شهر يونيو 1931م, وكان أول مولود يولد لأبيه وأمه, وعلى غرار عادة أهل الريف في هذا الوقت التحق نجيب الكيلاني بكُتَاب القرية, وعمره أربع سنوات, وظل به حتى السابعة من عمره حيث حفظ معظم أجزاء القرآن وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية طب القصر العيني تخرج فيها سنة 1960 م. سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1968 م وعمل بها كطبيب ثم كمدير للثقافة الصحية ثم رجع إلي موطنه (طنطا)؛ ليخوض معركة شرسة مع مرض سرطان البنكرياس, الذي لم يستمر معه أكثر من ستة أشهر, لقي بعدها ربه بعد عيد الفطر المبارك بيوم واحد, في شوال 1415 هـ – مارس 1995م. روايات
أول عمل نثري له بالسجن سنة 1956م دشنه برواية الطريق الطويل، التي نالت جائزة وزارة التربية والتعليم سنة 1957م ثم قررت للتدريس على طلاب المرحلة الثانوية في الصف الثاني الثانوي عام 1959م.
رواية اليوم الموعود، عام 1960، التي نالت جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بمصر في العام نفسه،
رواية في الظلام نالت نفس الجائزة في العام التالي 1961م
رواية قاتل حمزة
رواية نور الله
ليل وقضبان
رجال وذئاب
حكاية جاد الله
مواكب الأحرار
عمر يظهر بالقدس .
ليالى تركستان .
عمالقة الشمال .
أميرة الجبل. استطاع الأديب الراحل نجيب الكيلاني أن يقدم صورة للأدب الإسلامي المنشود، وأثبت أنه وثيق الصلة بواقع الحياة، ويقف شامخا في مواجهة الآداب الأخرى، ويرد علميًّا على الإبداعات التافهة، عبر حياة جادة كانت حافلة بالعطاءات الأدبية كما قال العلامّة "أبو الحسن الندوي".
معروف عنه أنه الأديب الوحيد الذي خرج بالرواية خارج حدود بلده، وطاف بها ومعها بلدانا أخرى كثيرة، متفاعلا مع بيئاتها المختلفة، فكان مع ثوار نيجيريا في "عمالقة الشمال" وفى أثيوبيا في "الظل الأسود"، ودمشق في "دم لفطير صهيون"، و"على أسوار دمشق"، وفي فلسطين "عمر يظهر في القدس"، وإندونيسيا في "عذراء جاكرتا"، وتركستان في "ليالي تركستان" والتي تنبأ فيها بسقوط الشيوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما. والأديب عامة إن لم يملك تلك القدرة على الاستشراف والتنبؤ بجوار الرؤية الفنية فلا خير في كثير من أعماله. استطاع الكيلاني ـ رحمة الله ـ أن يوظف كثيرًا من آليات الفن القصصي في شعره، فاستخدم الرمز والقناع والحوار والسرد والتعبير المتلاحق، والارتداد (بالإنكليزية: flashback) (تذكّر الماضي والرجوع للوراء) والمفارقة، واللقطات المقتطعة من خلال الأشكال والمضامين التعبيرية المتفردة، كما يرى د. جابر قميحة أول دواوين "نحو العلا" عام 1950 وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وآخرها "لؤلؤة الخليج" وهو الديوان الذي لم يكتمل، مرورًا بـ "كيف ألقاك" و"عصر الشهداء" و"أغنيات الغرباء" و"مدينة الكبائر"، و"مهاجر"، و"أغنيات الليل الطويل".
نشر أول مجموعة شعرية وهو في السنة الرابعة الثانوية، تحت عنوان: نحو العلا، ووالى النشر بعد ذلك.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة