إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب حول تطبيق الشريعة pdf الكاتب محمد قطب
كلما ذكر تطبيق الشريعة تعالت من هنا ومن هناك صيحات منكرة، تستنكر الأمر وتستهوله، كأنما تطبيق الشريعة كارثة ستحل بديار المسلمين، أو كأنما التفكير في هذا الأمر خبل لا يصدر عن عاقل!
الآن؟ في القرن العشرين؟ بعد كل ما حدث في العالم من تطور؟ وبعد أن أصبح العالم بفعل وسائل الاتصال الحديثة كالقرية الصغيرة، لا مجال فيه لاتخاذ زى يخالف أزياء الآخرين؟! تريديون أن نشذ وحدنا عن الناس؟ تريدون أن ترجعوا بنا إلى الوراء؟ أو توقفوا عجلة التطور؟! أم تريدون أن نعتزل العالم كله ونتقوقع على أنفسنا؟ وفيم هذا العناء كله؟ وما الذي يلجئنا إلى هذا الطريق الوعر؟ ألكى نكون مسلمين؟ أولا يكفى نطق لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ليجعلنا مسلمين؟!
إنكم تبتدعون في دين الله ما ليس فيه! فألإسلام يثبت بنطق الشهادتين، أما قضية الشريعة فهى من الأمور المتغيرة التي يتصرف فيها ولى الأمر بحسب رؤيته لمقتضى الأحوال! والأحوال الآن لا تسمح كما هو واضح لكل ذى عينين!
وهل نسيتم الأقليات؟ كيف نطبق الشريعة وفي بلادنا أقليات لا تدين بالإسلام؟ وهل نسيتم الدول "العظمى!" وموقفها من الإسلام؟ وبالذات موقفها من تطبيق الشريعة؟ هل بنا طاقة -نحن المستضعفين في الأرض- نواجه بها الدول "العظمى"؟!
إن التفكير في تطبيق الشريعة في الوقت الحاضر تفكير "غير مسؤول"! ينادى به قوم لا يعيشون بعقولهم في الواقع التاريخي المحيط بهم! أما "العقلاء" "المسؤولون" فإنهم يستنكفون أن يفكروا على هذا النحو، ويجابهون الواقع بحكمة وروية، ونظرة "واقعية" إلى الأمور!
ذى بدء عن قضية العقيدة والشريعة، وهل هما منفصلتان في دين الله، بحيث نستطيع أن نكون مسلمين بمعزل عن تطبيق الشريعة؟ وقضية حرية ولى الأمر في تعطيل شريعة الله أو تعديلها أو إبدالها. ثم ناقش شبهة تعارض تطبيق الشريعة مع مقتضى التطور، وتعارض أحكام الشريعة ذاتها مع مقتضيات الحضارة الحديثة، وشبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود الأقليات في العالم الإسلامي، وعدم إمكان تطبيقها بسبب موقف الدول "العظمى" من الإسلام.
هذا الكتاب من تأليف محمد قطب و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
هو محمد قطب إبراهيم الشاذلي، ولد في السادس والعشرين من أبريل عام 1919 في بلدة موشا ـ من محافظة أسيوط بمصر، كان أخوه سيد قطب المفكر الإسلامي المعروف والذي يكبره باثنتي عشر عامًا هو الذي أشرف على تعليمه وتوجيهه وتثقيفه، وكان بالنسبة إليه بمثابة الوالد والأخ والصديق.
يقول محمد قطب:” لقد عايشت أفكار سيد بكل اتجاهاته منذ تفتح ذهني للوعي، ولما بلغت المرحلة الثانوية جعل يشركني في مجالات تفكيره، ويتيح لي فرصة المناقشة لمختلف الموضوعات، ولذلك امتزجت أفكارنا وأرواحنا امتزاجاً كبيراً، بالإضافة إلى علاقة الأخوة والنشأة في الأسرة الواحدة، وما يهيئه ذلك من تقارب وتجاوب”. وعن تأثير خاله يقول: “كان لوجودنا مع خالي، ذي النشاط السياسي والأدبي والصحافي، أثره الملموس في توجيهنا ـ أخي وأنا ـ نحو الأدب والشعر وتغذية ميلنا إلى القراءة والاطلاع، وإذ كان خالي على صلة وثيقة بالعقاد فقد اجتذبنا إلى التأثر به فكرياً وأدبياً إلا أن تأثيره في أخي كان أكبر لطول مصاحبته ومعايشته، ولاشتراكهما في النشاط الأدبي والنقد الأدبي بخاصة. أما أثره بالنسبة إلي فقد بدأ منذ بدأ الاتصال بكتبه وكتب المازني وطه حسين، وأنا في التاسعة من سني، إذ كنت أجدها بجانبي في البيت، فأحاول أن أفهم منها ما يتيحه لي وعيي وتجربتي، ويمكنني القول بأن أثر العقاد بي فكرياً إنما يتمثل في الصبر على معالجة الأفكار بشيء من العمق وعدم تناولها من سطوحها، وأسلوبياً يتمثل في التركيز على الدقة في التعبير.. وطبيعي أن شيئاً من ذلك لم يظهر إلا بعد أن بدأت أمارس الكتابة بالفعل، وفيما عدا هؤلاء الثلاثة لا أحسب أحداً ترك في نفسي أو فكري طابعاً ملحوظاً ، اللهم إلا بعض اللمسات الهامشية التي لا تعد في المؤثرات الهامة”.
أعتقل محمد قطب في العام 1954 بعد أخيه سيد وبعد حادثة الإسكندرية الشهيرة التي اعتقل بسببها الكثير من الإخوان المسلمين. وقد ألحق كل من الأخوين بمكان من السجن الحربي بعيد عن الآخر، وحيل بينهما حتى لا يعرف أحدهما عن الآخر شيئاً.. ثم أفرج عن الأستاذ محمد بعد فترة غير طويلة، وبقي سيد في قبضة الجلادين طوال عشر سنوات.
يقول الأستاذ: "وخرجت، يوم أفرج عني، لأحمل عبء الأسرة التي كانت من مسئوليات أخي وحده كما عودنا، ومضيت أخوض تجارب الحياة العملية خلال أكداس من العسر على مدى عشر سنوات ، حتى أفرج عن سيد وتلقيت ذلك الإفراج بكثير من القلق، إذ كنت أحس في قرارة نفسي أنهم لم يخلوا سبيله إلا وهم يدبرون له أمراً أشد سوءاً من السجن، وقد كان ما توقعت، فما إن انقضى على مغادرته السجن الحربي عام واحد حتى اضطربت الأمور كرة أخرى، وتيقنا أن المؤامرة تحدق بنا من كل جانب ، فلما شرعوا في اعتقالات 1965 أعيد سيد وأعدت كذلك إلى السجن، وكان نصيبي أن أقضي فيه ست سنوات متصلة، وكان نصيب أخي الإعدام بعد محاكمة صورية مع ثلة من كرام الشهداء، وقتل في هذه المجزرة واحد من أبناء أختي أثناء التعذيب دون إعلان، واعتقلت شقيقاتي الثلاث ومنهن الكبرى أم ذلك الشهيد، وعذبت الشقيقة الصغرى ثم حكم عليها بالسجن عشر سنوات، وتعرضنا جميعاً لحملة ضارية من التنكيل الذي لا يخطر على بال إنسان . وكان ذلك كله جزءاً من الحرب المسلطة على الإسلام، يقودها، نيابة عن الصليبية العالمية والصهيونية الدولية، مخلوقون يحملون أسماء مسلمين. ولكن هذه السنوات الست بكل أحداثها ووقائعها هي في النهاية زاد على الطريق".
بعد خروج محمد قطب من السجن في أوائل السبعينيات توجه إلى المملكة العربية السعوديّة ودرّس في كلياتها وعلى الخصوص في جامعة أمّ القرى في مكة المكرمة. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لديه نشاط دعوي يتمثل في الكتابة والمحاضرات والمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات الإسلامية. ولديه تصور عن الدعوة الإسلامية ودورها في تغيير واقع الأمة وهو دائم الحديث عن قضايا الإسلام والمسلمين.
محمد قطب يقيم حاليًا في حيّ العزيزيّة الشماليّة في مكة المكرمة.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة