إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب حنان قليل pdf الكاتب نوال السعداوي
أسامة- امرأة.. إنني لم أر في حياتي امرأة أو رجلا مسترجلا مثلك. وبالطبع الرجل هو الذي يحكم على أنوثة المرأة..
ليلى " ساخرة" اعتقد إن أمامك خمسين سنة على القراءة والفهم حتى تتمكن من أن تحكم على أنوثتي وتفهمها.
أسامة- ها ها من قال إن الأنوثة في الكتب.. إنها إحساس فطري يشعر به الرجل نحو المرأة.
ليلى- كل إحساس فطري يحتاج إلى التهذيب, والدراسة والتطور. إن الرجل يعيش في الغابة يفهم أنوثة المرأة فهما يختلف عن الرجل الذي يعيش في نيويورك... إن الأنوثة منذ خمسين عاما كانت تختلف تماما عن الأنوثة هذه الأيام.. ثم دعني أسألك أولا... ما هي الأنوثة؟
أسامة- الأنوثة... هي الجمال.
ليلى- الجمال؟ أي جمال؟
أسامة- جمال المرأة.
ليلى- أي شيء في المرأة؟
أسامة- جسمها .... ووجهها.
ليلى- جسمها ووجهها؟ هل هذا هو الجمال... إن جسم المرأة ووجهها ليسا إلا جلدها الخارجي , تستطيع أن تغيره كالحرباء.. مرة خضراء على العشب. وأخرى صفراء على الرمال.. إن الجمال في رأيك يوجد في علب أنيقة في الصيدليات, ومحلات الخردوات ويستورد لنا من ماكس فاكتور وكريستيان ديور..
أسامة- أين يوجد الجمال إذن؟
ليلى- تحت الجلد, في الدم.. الدم الذي يجري في كل كيان المرأة ويغذي قلبها ومخها... الدم الذي يرسم روح الجسم ويحدد تعبيره وأحاسيسه, ومفاهيمه... وملامحه...
أسامة- وإذا كانت الملامح قبيحة؟
ليلى- القبح ليس في الملامح.. القبح في الدم ... تصور امرأة عيناها واسعتان براقتان ولكن نظراتها تشع الكراهية أو الغيرة أو التكلف أو البرود... هل تقول أن عينيها جميلتان؟ إن جمال العينين يكمن في جمال النظرة... النظرة التي تعبر عن المعنى الجميل, كالحنان, أو الحب, أو الرقة, أو التسامح... النظرة الدافئة الطبيعية التي تشعرك انك أمام عينين نابضتين بالحياة يجري فيهما دم ينفعل, ويتأثر, ويعكس صور الحياة كلها, وليستا عينين متشنجتين تروجان وتجيئان كقطعتي زجاج.
أسامة- في الواقع إنني لم ادرس علم النفس, ولا علم الأرواح.. إنني احكم على الناس بمظهرهم... ليس لدي وقت ألان أغوص في الأعماق.. إني أضيع حياتي لو إنني فعلت ذلك..
ليلى- بل انك تضيع حياتك, لأنك لا تفعل ذلك..
أسامة- اسمعي يا ليلى.. لقد ضقت ذرعا بهذه المناقشة إنني احبك لكنك تعملين على القضاء على هذا الحب..
ليلى- حب؟؟.. انك لم تحبني قط... لقد أحببت امرأة غيري تلبس جلدي..
أسامة- انا لا افهم هذه الالغاز.. انا رجل مهندس... لا افهم الا في الهندسة.. ولكنني لا امانع ان تكون هوايتك اعتناق هذه الالغاز.. على الا تتعدى حدود النظريات... أتعرفين؟ لا تتعدي الكلام؟ وألان.. ماذا تنوين عمله؟.. ما زلت مصرة على الطلاق؟
ليلى- طلاق؟ تلك الورقة التي يكتبها المأذون لنصبح غرباء!.. ولكن الم تشعر أنا كنا غرباء ونحن في سرير واحد؟
أسامة- ولكن هذا الجنين يشهد على أننا لم نكن غرباء..
ليلى- الجنين لا يشهد على شيء ا على الزواج. إنني أحس انه ليس طفلي.
أسامة- ليس طفلك.؟... ماذا تقولين؟
ليلى- لست إلا وعاء يحمله ويغذيه.. انه قطعة غريبة عني..
هذا الكتاب من تأليف نوال السعداوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
نوال السعداوي (ولدت في 27 أكتوبر 1930)، طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. ولدت في مدينة القاهرة، وتخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر 1954، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية.
وفى عام 1955 عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب آراءها وكتاباتها وذلك ب6 قرارات من وزير الصحة، متزوجة من الدكتور شريف حتاتة وهو طبيب وروائي ماركسي اعتقل في عهد الرئيس عبد الناصر.
من آرائها
- يجب أن يتغير مفهوم الإسلام وتتغير معه عادات المسلمين ..
- حجاب المرأة نشأ في العصر العبودي .. وتحجب المرأة موروث تقليدي قديم مأخوذ من اليهودية... ولا علاقة بين الحجاب والإسلام ... وقالت بلغتها العامية: "علماء اليومين دول مجانين وجهلة همه لسه بيلصقوا الحجاب بالإسلام، دول بيشوهوا الإسلام…" .
- وتقول باللهجة المصرية : (ليه الرجال قوامون على النساء؟ معقوله واحد جاهل يبقى قوام على وحدة دكتورة مثلا؟ وإذا كانت المرأة هي إللي بتنفق على الراجل يبقى إزاي الرجال قوامون؟). أي: (لماذا يكون الرجال قوامون على النساء؟! هل يعقل أن يكون رجل جاهل مثلا قواما على زوجة تحمل شهادة الدكتوراة؟ وفي حالة أن المرأة هي التي تنفق على الزوج ما معنى القوامة؟)
- وتقول أيضا عن قضية الختان للرجل: (نفسي أعرف بتختنوا الرجاله ليه؟ وإيه الهدف؟ أنا دكتورة وأقولها بالفم المليان الختان سواء كان للراجل أو للبنت خطر جدا وظاهرة صحية خطيرة تهدد سلامة الفرد في المجتمع والختان مالوش أي هدف إيجابي بالعكس ده كله سلبيات .. وزي ما قدرت أمنع ختان المرأة في مصر مش حسكت على ختان الرجل ويجي يوم إللي بيمنعوا فيه ختان الرجال .. وبعدين أصلا الختان للراجل أو للمرأة عادة يهودية قديمة دخلوها أعداء الإسلام للدين الإسلامي…).
- وتطعن صراحة بالإسلام فتقول عن مناسك الحج:
"نص مناسك الحج مأخوذة من الوثنية… أنا نفسي أعرف بيضربوا إبليس إزاي؟ ونفسي أعرف بيعبدوا الحجر الإسود ليه… الحج ياجماعة عادة وثنية موروثه من عبدة الأصنام"
وقالت أيضا معلقة على نظام الميراث في الإسلام:
"نظام الميراث الإسلامي ظلم المرأة كثير ومن حقنا كنساء أن نطالب بتغييره تونس غيرت نظام الميراث ومصر لازم تغير نظامها لأنه ظلم المرأة كتير في مصر" نوال السعداوي
- وتقول عن تعدد الزوجات في الإسلام:
(يعني إيه تعدد الزوجات... دي دعوة صريحة للانحلال وممارسة الرجل للزنا علنا!!!!!!! لازم نحارب تعدد الزوجات بكل الوسائل اللازمة لأن التعدد فيها ضياع وتشرد للأسر والأبناء.
السجن وتفريقها عن زوجها والتهديد بالقتل:
تعرضت نوال السعداوي للسجن في 6 سبتمبر 1981م، في فترة الرئيس السادات، كما تعرضت للنفي نتيجة لآرائها ومؤلفاتها، وتم رفع قضايا ضدها من قبل إسلاميين مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، وتم توجيه تهمة "ازدراء الأديان" لها، كما وضع اسمها على ما وصفت ب"قائمة الموت للجماعات الإسلامية" حيث هددت بالموت. كما رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر في 12 مايو 2008 م. إسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة المصرية نوال السعداوي، في دعوي رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها المدافعة عن حقوق المرأة.
أسست جمعية تضامن المرأة العربية العام 1982 وهي جمعية تهتم بشؤون المرأة في العالم العربي.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة