إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب جوهر الإسلام معرفة غايات الخلق ومنهج التطور pdf الكاتب د. حامد العطية
يخبرنا القرآن الكريم بأن الملائكة تخوفوا من خلق البشر لأنهم قادرون على الفساد وسفك الدِّماء، والفساد اليوم بمختلف أشكاله متفشي في المجتمعات الإسلامية، ولعلهم أكثر الأمم سفكاً للدماء، وغالبية ضحاياهم مسلمون أيضاً، ومَنْ كان مفسداً وسفاكاً للدماء لا يستحق الخلق في حكم الملائكة، فهل أصبحنا غير جديرين بالوجود؟ يثير هذا الاحتمال التساؤل حول عقيدتنا الدِّينيَّة، فأما أن يكون الخلل في العقيدة نفسها أو في فهمنا للعقيدة، والاحتمال الأول مرفوض فلا يبقى سوى الثاني، فأين أخطأنا الفهم؟
الهدي الرَّبانيّ مثالي بالمطلق، هكذا يحتم الإيمان، ولا تتحقق المثالية من دون اكتمال، ومن المحال أن تكون العقيدة بلا نظام كلّي، إذ لا تدرك التفاصيل ولا تعرف وظائفها على وجه الدقة من دون إدراك الكلّ العقائدي للرِّسالة، والكلّ ليس مجرد لملمة للأجزاء، بل هو الأصل، الذي يبين الهدف والاتجاه والمعنى
خُلق البشر للخلافة في الأرض، هي سبب وجودهم، والمبرر لخلقهم، والكلّ مكلّفون بها، وتنطوي على وظيفتين أساسيتين وشاملتين، هما الإصلاح والإحياء، ولا جدال في كونهما ضروريتين لكل الأزمنة، في الماضي والحاضر والمستقبل، والحاجة لهما مستمرة، وحتى زوال البشر من الوجود، ولكن أداءهما قابل للتطور، لبلوغ مستويات أعلى من الإصلاح والإحياء، وهنا يأتي دور التعلُّم.
اقترنت الخلافة بالقدرة على التعلُّم، وهي الهبة الرَّبانيّة العظمى، وجوهر الفطرة الحميدة، اختصّ الخالق بها البشر، ولعلهم استحقوا سجود الملائكة بسببها، ولولاها لاستبدَّ الجهل بالعقول، وتلاشت إنسانية الإنسان، وسيطرت عليه نزعة الإفساد، وأفسدته شهوة الدِّماء
خلافة البشر لله في الأرض وما ينبثق منها من تكليف بالإصلاح والإحياء والتعلُّم هي المنطلق الأمثل الوحيد لفهم الدين وتطبيق أحكامه، ومن خلالها يتشكل النظام الكلّي للدين، في نسق عقلاني إيجابي وتطوري، ونلمُّ بالعقائد، ونمارس العبادات الصحيحة، وندرك الأحكام العادلة، ويكون السُّلوك متطابقاً مع العقيدة والفكر والقيم، فلا يبقى فراغ تشغله الاجتهادات، وتتمدد داخله الخلافات والتناقضات.
لا تكتمل العقيدة بدون تحديد مسار ومنهجية التطور، فما قبل العقيدة جهل وتخلف وما بعدها مرحلتان رئيسيتان، هما مرحلتا الحسن والأحسن، وبالتالي يكون لتطبيق العقيدة امتداد في الحال والزمان، بين الكائن المتواضع في الماضي وحتى الحاضر، وصولاً إلى الحالة الأرقى في المستقبل
يتضمن هذا الكتاب حصيلة أولية لمحاولة فهم الإسلام القرآنيُّ بمعزل عن المداخل الفقهية المعروفة وانطلاقاً من اعتبار خلافة البشر في الأرض وما تنطوي عليه من تكاليف رأس النظام الكلَّيّ للرِّسالة والمنطوي على الأهداف العليا للبشرية جمعاء، والتعلُّم هو الوسيلة الأمثل للارتقاء بأدائنا لهذا التكليف العظيم من الحسن إلى الأحسن.
تحميل كتاب جوهر الإسلام معرفة غايات الخلق ومنهج التطور PDF - د. حامد العطية
هذا الكتاب من تأليف د. حامد العطية و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
د. حامد العطية: السيد عبد الله بن حمد العطية الرجل الوطني العربي الذي ظهرت قيمته وعرفت أهميته وقد روي عن نفسه : ( ثلث عمري قضيته في العراق، والبقية في بلاد العرب والأفرنج طالباً وموظفاً وهارباً من طغيان وبطش الحكام، أكثر من مرة سألوني: هل أنت عراقي بحق؟ وكنت أجيبهم بسؤال: لم تستغربون؟ فيأتي ردهم: ليس فيك من حدة طباع العراقيين، لقد اقترنت صورة العراقي في أذهان العرب بالمزاج الناري وسرعة الغضب والبطش والرعونة وغيرها من الصفات الدالة على ميله للعنف، كان أقوى دليل يسوقونه على هذا التوصيف السلبي مجزرة قصر الرحاب التي راح ضحيتها أفراد العائلة المالكة الهاشمية في أواسط القرن الماضي، أما الآن وبعد ذيوع أخبار القتل الجماعي للمدنيين العزل بالتفجير والإعدام والذبح فمن يجرأ على مطالبتهم ببرهان؟ منذ ولادتي والعراق يذبحني، مرات ومرات كل عام، لم أتم عاماً من عمري عندما تآمرت زوجة أبي لأفطم قبل الآوان، وقبل أن اتعلم المشي ابتلعت قطعة معدن دستها لي خادمتها فكدت أموت خنقاً، ولا أتذكر من بيئة طفولتي سوى الرعب، في النهار رعب من الأقارب الحاقدين عليك لحد القتل، وفي الليل رعب من المخلوقات الخفية التي تتربص بك وراء ظلال نور الفانوس، لكي يستنقذني والدي من رعب الريف قذف بي إلى رعب مدرسة عادل، حيث يعذب الطلاب تحت ستار التعليم والتأديب، ولا أتذكر من تلك السنة العجفاء سوى الرعب من خيزرانة زوج المديرة وانتحار ابنتها، ونزولاً عند توسلات والدتي أعادني أبي إلى مدينتنا الصغيرة في الجنوب، وكانت سكين الذبح العراقي بانتظاري، ففي صيف ذلك العام حدث انقلاب الرابع عشر من تموز، وكما استبدلوا الملكية بالجمهورية تحول أبي من شيخ قبيلة إلى اقطاعي، ودفعت أنا الثمن، فقد كان يحلو للمناضل الشيوعي الكبير "الجميلي"، المعلم في مدرستي الإبتدائية، وضع حبل السحل في رقبتي اثناء الاصطفاف الصباحي ليعلن للجميع من معلمين وطلاب بأن مصير الإقطاعيين وأولادهم السحل، كنت في العاشرة من عمري، وكان العراق الشيوعي يذبحني كل يوم بعد أن ذبحني العراق الملكي مرات، وما أن انقضى العام الدراسي حتى شد والدي الرحال إلى بغداد، هروباً من شماتة أفراد قبيلته، الذين كانوا بالأمس يقبلون يده وأصبحوا يتظاهرون أمام بيته منادين بسحل جميع الإقطاعيين في بغداد كان الغول الحضري (ولا أقصد الحضاري) بانتظاري ليذبحني هو الآخر كل يوم بالسخرية من لهجتي الجنوبية وسلوكي المعيدي، وإذا كان أولاد الحضر البغداديين بتلك القسوة فلاعجب أن يكون أولادهم اليوم في مقدمة الذباحين ومناصريهم، تمقت المدرسة التي لا صاحب لك فيها ولا تسمع فيها سوى كلمات ساخرة مغموسة بالسم لم يعلق في ذهني منها سوى "جا" بالجيم المثقلة كما ينطقها أهل الجنوب، ولم يكن شوكت أو بهجت أو نصرت البغدادي، الذي لا زالت أمه ترطن بالتركية حتى السبعينات من القرن الماضي مع "باجياتها"، يدري بأن لغة أهل جنوب العراق (وهي بالفعل لغة لا مجرد لهجة) هي الأثرى من بين كل لهجات العرب المعاصرين بالكلمات الفصحى التي قد تستعصي معانيها حتى على المختصين باللغة العربية، كما اثبت ذلك في كتابي عن مدينة الشامية وهو نائب رئيس مجلس وزراء دولة قطر ولد عام 1952م حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية عام 1976م.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة