إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الملك أوديب pdf الكاتب توفيق الحكيم
عن المسرحية: أليس من الممكن أن نعرض علي المسرح المادي أمام النظارة، "تراجيديا إغريقية"، مدثرة في غلالة من "العقلية العربية"، يبدو فيها الصراع بين الإنسان والقوى العليا الخفية، دون أن يتجرد الفكر فيها إلي حد يلحقها بالنوع الذهني من المسرحيات؟... للإجابة عن هذا السؤال عكفت وقتاً ليس بالقصير، علي دراسة "سوفوكل"، وانتهيت إلي انتخاب "أوديب" موضوعاً لاختباري!... لماذا اخترت "أوديب" بالذات؟... لأمر قد يبدو عجيباً... ذلك أني قد تأملتها طويلاً، فأبصرت فيها شيئاً، لم يخطر قط علي بال "سوفوكل"!... أبصرت فيها صراعاً ليس بين الإنسان والقدر؛ كما أري الإغريق، ومن جاء بعدهم إلي يومنا هذا، بل أبصرت عين الصراع الخفي الذي قام في مسرحية "أهل الكهف"!... هذا الصراع لم يكن فقط بين الإنسان والزمن، كما اعتاد قراؤها أن يروا، بل هي حرب أخري خفية قل من التفت إليها... حرب بين "الواقع" وبين "الحقيقة"، بين "واقع" رجل بمثل "مشلينيا" عاد من الكهف، فوجد "بريسكا" فأحبها وأحبته!... وكان كل شئ مهيأ، يدعوهما إلي حياة من الرغد والهناء، فإذا حائل يقف بينهما وبين هذا "الواقع" الجميل!... تلك هي "الحقيقة"!... حقيقة هذا الرجل "مشلينيا"، الذي اتضح ل "بريسكا" أنه كان خطيباً لجدتها!.. لقد جاهد المحبان؛ كي ينسيا هذه "الحقيقة" التي قامت تفسد عليهما "الواقع"!.. ولكنهما عجزا بواقعهما الملموس عن دفع هذا الشئ الغامض غير الملموس، الذي يسمى "الحقيقة"!... "أوديب" و "جوكاستا"، ليسا، هما أيضاً، سوى "مشلينيا"، و "بريسكا"... لقد تحابان أيضاً؛ فأفسد ما بينهما علمها بحقيقة أحدهما بالنسبة إلي الآخر!... إن أقوى خصم للإنسان دائماً هو: شبح!... شبح يطلق عليه إسم "الحقيقة"، هذا هو باعثي علي اختيار "أوديب" بالذات... لي فيها نظرتي وفكرتي، ولكن بقي التنفيذ... علي أي وجه من الوجوه أتناول هذه "التراجيديا"؟...
هذا الكتاب من تأليف توفيق الحكيم و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي . سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي [2] وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة [3]. عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون". مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض. وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة