إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الروائيون pdf الكاتب غالب هلسا
تعدّ رواية (الروائيون) للروائي الأردني غالب هلسا، دقيقة جدًا في رصد الواقع العربي عامة، ومصر خاصة، من خلال تسليطه الضوء على سجون مصر السياسية في زمن الرئيس جمال عبد الناصر، قبل نكسة حزيران وبعدها، وسذاجة القوى السياسية: حزب الوفد، والإخوان المسلمون، والشيوعيون.
ربما الخواء، أو الفقر المعرفي والفكري له علاقة بهذا الإنتاج السياسي العاجز. وربما لأن المجتمع العربي عائم، منفصل عن نفسه وواقعه، وربما لأن القوى الحاكمة تثبط حركة المجتمع وتعيق حركته وتطوره، وربما الموروث الديني والاجتماعي، لهما علاقة بهذا التأخر العربي، وبعده عن الحداثة.
رواية عميقة، تدخل أو تلج في النفس الإنسانية: الرغبات والأحلام الواقعية والمريضة، الدوافع الجنسية الضاغطة، الحرمان من المرأة، البحث الدائم عن الجسد الأنثوي الجميل واللذيذ، في الحلم وحلم اليقظة. في السجن، تتحول إلى كائن فوق طبيعي نتيجة انسداد الأفق في الوصول إليها.
إن أقسى غربة يعانيها السجين هو بعده عن المرأة. وربما لا يوجد من يعرف قدر المرأة إلا من حُرم منها. وتتحدث الرواية عن الجنس، الشذوذ، الاحتلام الجنسي نتيجة الكبت الطويل. وتتحول الرغبات الحقيقة إلى تفريغ خلّبي في المنام.
رداءة الواقع تنتج عملًا إبداعياً راقياً، في مجال الأدب والفن، بكل ألوانه وأشكاله؛ حيث يتحول إلى حامل، كاشف حقيقي للواقع، عبر تشريحه، من أجل تغييره. وهذا ما نراه في هذا العمل الإبداعي الجميل، بفجاجة ووقاحة وعمق.
الروائيون، لم تأخذ حقها في البحث والدراسة. إن هذه الرواية تطرق عدة أبواب، وتعري عالمنا العربي والمشرقي، في الجانب النفسي والاجتماعي والسياسي، وعالم الجنس والشذوذ. إنها رواية مركبة وعميقة في إسقاطاتها ومراميها وأهدافها.
هذا الكتاب من تأليف غالب هلسا و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
أديب أردني. ولد في إحدى قرى (ماعين) قرب (مادبا) في الأردن، يوم 18 ديسمبر 1932، وتوفي في اليوم ذاته من عام 1989 في دمشق عن سبعة وخمسين عاماً. تقلب غالب في شتى البلاد العربية، من لبنان، إلى مصر، إلى العراق، إلى سورية، بالإضافة إلى وطنه الأردن، وكان قد تركه في سن الثامنة عشرة إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية هناك. لكن الشاب - الذي كان قد بدأ محاولة الكتابة في الرابعة عشرة من عمره - أُجبر على قطع إقامته في لبنان وعلى العودة إلى وطنه، ثم على مغادرته مرة أخرى إلى بغداد، ثم على ترك بغداد إلى القاهرة، حيث أنهى دراسته للصحافة في الجامعة الأمريكية. وأقام غالب في القاهرة لثلاثة وعشرين عاماً متصلة، يعمل في الترجمة الصحفية، ويكتب قصصاً وروايات، ويترجم الأدب والنقد، ويؤثر ـ بشخصه وبأعماله وبثقافته ـ في جيل الروائيين والقصاصين والشعراء الذي أُطلق عليه ـ فيما بعد ـ : (جيل الستينيات). وفي عام 1976، أُجبر غالب هلسا على ترك القاهرة إلى بغداد، التي غادرها بعد ثلاث سنوات إلى بيروت، حيث أقام إلى أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية، فحمل السلاح، وظل في خنادق القتال الأمامية، وكتب عن هذه الفترة الهامة نصوصاً تجمع بين التحقيق الصحفي والقصة ثم رَحَل مع المقاتلين الفلسطينيين على ظهر إحدى البواخر إلى عدن، ومنها إلى إثيوبيا ثم إلى برلين. وأخيراً حطّ به الرحال في دمشق التي أقام بها إلى أن توفي بعد سبع سنوات من وصوله إليها. والعالم الروائي عند غالب هلسا عالم واحد، متنوع المناحي وعميق، لكنه محدد ومتواتر القسمات، يدور أساساً حول شخصية الراوي التي تأتينا أحياناً بضمير المتكلم، وأحياناً أخرى بضمير المفرد الغائب الذي ينبثق العالم الروائي منه. وفي أحيان كثيرة تبدو شخصية الكاتب سافرة، بملامحها المعروفة من حياة الكاتب. وفي أحيان أخرى يتخذ اسمه صريحاً.
غالب كاتب وشخصية روائية، سواء، هو ابن وفيّ وقادر على الإفصاح، لتلك الحقبة التي زلزلت البلاد العربية جميعها تقريباً، من أواخر الأربعينيات حتى أواخر الثمانينيات: بآمالها وآفاقها وخياراتها وشعاراتها ووعودها وتطلعاتها، ثم بالضربة الساحقة في 1967 والانهيار الذي تلاها. والشهوة الحسية في كتابات غالب هلسا ليست بهيجة ولا فرحة، بل هي ليست تحققاً، إذ يستخدمها الكاتب في التعبير عن الخذلان والفشل والسقوط. نشر غالب في حياته سبع روايات:
الضحك، 1971.
الخماسين، 1975.
السؤال، 1979.
البكاء على الأطلال، 1980.
ثلاثة وجوه لبغداد، 1984.
نجمة، 1992 (طبعة ثانية).
سلطانة، 1987.
الروائيون، 1988.
كما نشر غالب مجموعتين من القصص: (وديع والقديسة ميلادة)، 1969 و(زنوج وبدو وفلاحون)، 1976. هذا فضلاً عما ترجمه من أعمال نظرية لغاستون باشلار، وأعمال أدبية لسالنجر وفوكنر وغيرهم.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة