إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الثعبان والزنبقة pdf الكاتب نيكوس كازانتزاكيس
هذه أول ثمار الفنان الشاب ... يترشح منها دم خلاق وحمى هذيانية لحلم المبدع... قصيدة شابة ومريضة، جميلة ورهيبة، أخلاقية وفاحشة". هكذا كان الترحيب بنيكوس كازنتزاكيس من معاصره الذي يكبره سناً، الشاعر كوستوس بالماس، في الطبعة التي صدرت في العام 1906.
يروي لنا كازنتزاكيس في روايته الأولى هذه عن فنان أعجب بما صنعه حتى عشقه ثم صار يعاني العذاب منه ولا سبيل للتحرر منه إلا بالقتل. قبل ثلاث سنوات من كتابة هذه الرواية كان كازنتزاكيس قد جرب، بكونه مراهقاً، مذاق التجربة الجنسية الأولى في بلدته كريت. وكانت ذكرى سلوكه في هذه التجربة قد أحاطته بالندم. وعند عودته إلى كريت في الصيف الأخير من بعد أن أنهى سنوات دراسته، صب هذا الندم في قصيدة نثر تتلئلأ بالصور الإيروسية لعالم قديم مستعاد.
هل هي قصة رمزية؟ تقدم المحررة والمترجمة ثيودورا فاسيلس بما يشبه الإجابة على هذا السؤال في المقالة المبكرة لكازنتزاكيس "مرض العصر" التي نشرت متزامنة مع رواية "الثعبان والزنبقة". في هذه المقالة –البيان (أو المانيفستو) الفني يرى كازنتزاكيس الإنسان الحديث متحرراً من ماض ديني قمعي متجهاً إلى ما يبدو أنه في البداية عفوياً ووثنياً ويحمل براءة الحيوان. إلا أن شيئاً ما لا يزال يستعبده ولا يزال يعذبه.
وعبر البطل الشاب المريض في رواية "الثعبان والزنبقة"، الذي يقود حبيبته إلى السرير الذي علق فوقه جمجمة بشرية –على أنها زينة يرى بأنها "أجمل رمز للحب وزينة الفراش الأكثر فحشاً"، نتطلع إلى كازنتزاكيس الشاب وهو في مواجهة مدمرة مع السؤال الفني الخلاق لحياته.
هذا الكتاب من تأليف نيكوس كازانتزاكيس و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد نيكوس كازانتاكي في 18 فبراير لعام 1883. كاتب وفيلسوف يوناني ، اشتهر بروايته " زوربا اليوناني " التي تعتبر أعظم ما أبدع ، اشتهر عالميا بعد عام 1964 حيث أنتج فيلم " زوربا اليوناني " للمخرج مايكل كاكويانيس و المأخوذ عن روايته .. و تجددت شهرته عام 1988 حيث أنتج فيلم " الإغواء الأخر للمسيح " للمخرج مارتن سكورسيزي وهو مأخوذ عن رواية لكازنتزاكيس أيضا.
إبان فترة دراسة كازنتزاكيس في باريس، تأثَّر بالفيلسوف والشاعر الألماني نيتشه، الذي غيَّر نظرته كما يقول إلى الدين والحياة والله، ودعاه إلى التمرد على أفكاره ومعتقداته القديمة كلِّها. حتى نظرته إلى الفنِّ تغيرت، وأدرك أن دور الفن يجب ألا يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة، بل إن مهمته الأساسية هي كشف الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومدمِّرة. يقول كازنتزاكيس في نيتشه:
"ما الذي قام به هذا النبي؟ وما الذي طلب منَّا أن نفعله بالدرجة الأولى؟ طلب منَّا أن نرفض العزاءات كلَّها: الآلهة والأوطان والأخلاق والحقائق، وأن نظلَّ منعزلين دون أصحاب ورفاق، وأن لا نستعمل إلا قوتنا، وأن نبدأ في صياغة عالم لا يُخجِل قلوبنا."
رغم أنتقاده الدائم للأديان إلا أنه لم يكن ينتقد رجال الدين كأفراد، وإنما ينتقد استخدام الدين كغطاء للتهرب من المسؤولية والعمل الفعَّال.
ي عام 1945، أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي، ودخل الحكومة اليونانية وزيرا بدون حقيبة. واستقال من هذا المنصب في العام التالي. في عام 1946، جمعية الكتاب اليونانية رشحت كازانتزاكيس وانجيلوس سيكيليانوس للحصول على جائزة نوبل للآداب. في عام 1957، خسر الجائزة لألبير كامو بفارق صوت واحد. وقال كامو في وقت لاحق أن كازانتزاكيس يستحق الشرف "مائة مرة أكثر" من نفسه. في أواخر عام 1957، على الرغم من معاناته من سرطان الدم، ذهب في رحلة إلى الصين واليابان. و سقط مريضا في رحلة عودته، ثم تم نقله إلى فرايبورغ، ألمانيا، حيث توفي في 26 أكتوبر. و هو مدفون على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون بالقرب من بوابة خانيا، لأن الكنيسة الأرثوذكسية رفضت دفنه في مقبرة. ومكتوب علي قبره "لا آمل في شيء. لا أخشى شيئا. أنا حر".
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة