تحميل كتاب البخلاء PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب البخلاء PDF

تحميل كتاب البخلاء PDF

تحميل كتاب البخلاء pdf الكاتب عمرو بن بحر الجاحظ

هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب فيه سيرة تُنْبِئ عن عالَمٍ مصغَّرٍ في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وهو عالم على هذا النحو الموصوف بالقياس مع الدنيا يوم عاش فيها الجاحظ، فهذا العالم هو جزء بسيط منها، إلا أنه ضخم بما فيه من ثقافة وفكر؛ إنه مجتمع البصرة، وهو شريحة عن المجتمع الإسلامي الذي تحقق في ذلك الزمان، وكانت الثقافة الإسلامية هي التي تعتوره، وتسري في شرايين أهله، وتَخْضِب حياتَهم، وتصبغها بصِبْغ العقيدة الإسلامية التي كانت أُسَّهُ وأساسَهُ، وميدانَهُ ونبراسَهُ، ومُقْتَدى جُلاَّسِهِ.
والكتاب وإن كان موضوعه في البخل والبخلاء، إلا أن ما فيه أعظم من هذا بكثير، فقد حشد الجاحظ فيه طريقة تفكير طائفة من الناس كانت تعيش في البصرة أيامَهُ، وتطرّق إلى قصص وأخبار جعلها عنهم محور الكتاب، ثم جَرَّت القصص إلى أخبار وقصص أخرى عن بخلاء عاشوا في الجاهلية وفي الصدر الأول من الإسلام، وفي عهد الدولة الأموية، وإلى وسائل في عصر الجاحظ كتبها أناس من المشهورين والكبراء يجتحّون فيها بالبخل وللبخل، ويحشرون كل ما فكّروا فيه من أمور تعضد هذا المسلك الذي اختاروه في الحياة، ولم يكتف الجاحظ بذلك.
بل جاء برسالة ترد على البخل، وتنتصر للجود والإنفاق، والجاحظ في كل هذا يوضح لنا أنه يختار والإضحاك فحسب، وإن كانت الفكاهة مقصودة ومُحْتَسَبةً، إلا أنها عفوية، وليست هي المحل الأول والمرتبة العليا من الإهتمام، فوراءها ما وراءها من مقاصد اللغة، وسبيل المعرفة، وأهداف تتّجه إليها تحليلاته النفسية والفكرية، وكل هذا في نسيج يخفى إلا على المتأمل الغائص، الذي يريد أن يستغرق في أفكار الجاحظ ومقاصده وفلسفته وطريقة عرضه للأفكار، وهو أمر لم يُتِحْ لأحد أن يدرسه حتى اليوم دراسةً شاملةً مستفيضةً تستخرج لنا ماهية تفكير الجاحظ، وطبيعة فلسفته ورؤيته.

هذا الكتاب من تأليف عمرو بن بحر الجاحظ و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري (159-255 هـ) أديب مسلم كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. مختلف في أصله فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة بسبب هيئته. كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها. ولد في مدينة البصرة نشأ فقيرا، وكان دميما قبيحا جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثم كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.
كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين ووفاته في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.
أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.
كان متصلا -بالإضافة لاتصاله للثقافة العربية- بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحق وسلمويه. توجه إلى بغداد، وفيها تميز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون. انتـهج الجاحظُ في كتبه ورسـائله أسلوباً بحثيًّا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ، وهو «في تجربته وعيانه وسماعه ونقده وشكِّه وتعليله كان يطلع علينا في صورةِ العالم الذي يُعْمِلُ عقله في البحث عن الحقيقة، ولكنَّه استطاع برهافة حسِّه أن يسبغ على بحثه صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرْف، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفيف العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.‏ ويتحدّث كتّاب السير عن نهايته في عام 868م الموافق لسنة 255 هـ وقد نيف على التسعين سنة. وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب الجاحظية. وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه، فوقع عليه صف من الكتب اردته ميتاً، لقد مات الجاحظ مدفونا بالكتب, مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وافكاراً ما زالت خالدةً حتى الآن.