إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الإغواء الأخير للمسيح pdf الكاتب نيكوس كازانتزاكيس
يقول كازانتزاكيس في مقدمة كتابه حول الفكرة التي دار حولها "الإغواء الأخير للمسيح": إن كل لحظة من حياة المسيح هي صراع وانتصار. لقد قهر الفتنة القاهرة لرغبات الإنسان البسيط، قهر الإغراءات، وعمل دون هوادة على إحالة اللحم إلى روح، ثم ارتقى، وحين وصل إلى قمة الجلجلة صعد إلى العليين.
ولكن، حتى وهو هناك لم ينته صراعه. فالإغراء–الإغواء الأخير–كان بانتظاره على الصليب، وأمام عيني المصلوب كشفت روح الشر، في لمح البصر، الرؤى الخادعة للحياة السعيدة الوادعة. وبدا للمسيح أنه سلك سبيل البشر الممهد السهل، وتزوج وأنجب أطفالاً، وأحبه الناس واحترموه، والآن، بعد أن أصبح عجوزاً، جلس على عتبة داره يبتسم برضى وهو يتذكر أشواق شبابه.
ما أروعه، وما أعقله! باختياره سبيل البشر! أي جنون في إرادة إنقاذ العالم! أي فرح بالإفلات من ظروف الحرمان، ومصادر العذاب، ومن الصليب! كان ذاك هو الإغواء الأخير الذي جاء كلمح البرق ليعكر صفو اللحظات الأخيرة من حياة المخلص. لكن المسيح هزّ رأسه بعنف على الفور، وفتح عينيه، ورأى. لا. لم يكن خائناً. المجد للرب!. ولا كان آبقاً، لقد أنجز المهمة التي وكلها الله إليه. إنه لم يتخذ له زوجة، ولم يعش حياة سعيدة، لقد وصل إلى ذروة التضحية: سُمِّرَ على الصليب. أغمض عينيه راضياً ومن ثم تعالت صرخة انتصار عظيمة: لقد أنجز العمل! بكلمات أخرى: لقد أديت واجبي، وها قد صلبت، ولم أستسلم للغواية: لقد كتب نيكوس كازانتزاكيس كتابه هذا ليقدم من خلاله نموذجاً سامياً للإنسان المقاوم، وليبين له أن عليه أن لا يخشَ الألم، أو الغواية أو الموت. لذا فإن هذا الكتاب ليس سيرة حياة، إنه اعتراف كل إنسان يكافح، وكل الكاتب ثقة بأن من يقرأ كتابه هذا المترع بالحب، سوف يحب، أكثر من أي وقت مضى المسيح.
هذا الكتاب من تأليف نيكوس كازانتزاكيس و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد نيكوس كازانتاكي في 18 فبراير لعام 1883. كاتب وفيلسوف يوناني ، اشتهر بروايته " زوربا اليوناني " التي تعتبر أعظم ما أبدع ، اشتهر عالميا بعد عام 1964 حيث أنتج فيلم " زوربا اليوناني " للمخرج مايكل كاكويانيس و المأخوذ عن روايته .. و تجددت شهرته عام 1988 حيث أنتج فيلم " الإغواء الأخر للمسيح " للمخرج مارتن سكورسيزي وهو مأخوذ عن رواية لكازنتزاكيس أيضا.
إبان فترة دراسة كازنتزاكيس في باريس، تأثَّر بالفيلسوف والشاعر الألماني نيتشه، الذي غيَّر نظرته كما يقول إلى الدين والحياة والله، ودعاه إلى التمرد على أفكاره ومعتقداته القديمة كلِّها. حتى نظرته إلى الفنِّ تغيرت، وأدرك أن دور الفن يجب ألا يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة، بل إن مهمته الأساسية هي كشف الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومدمِّرة. يقول كازنتزاكيس في نيتشه:
"ما الذي قام به هذا النبي؟ وما الذي طلب منَّا أن نفعله بالدرجة الأولى؟ طلب منَّا أن نرفض العزاءات كلَّها: الآلهة والأوطان والأخلاق والحقائق، وأن نظلَّ منعزلين دون أصحاب ورفاق، وأن لا نستعمل إلا قوتنا، وأن نبدأ في صياغة عالم لا يُخجِل قلوبنا."
رغم أنتقاده الدائم للأديان إلا أنه لم يكن ينتقد رجال الدين كأفراد، وإنما ينتقد استخدام الدين كغطاء للتهرب من المسؤولية والعمل الفعَّال.
ي عام 1945، أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي، ودخل الحكومة اليونانية وزيرا بدون حقيبة. واستقال من هذا المنصب في العام التالي. في عام 1946، جمعية الكتاب اليونانية رشحت كازانتزاكيس وانجيلوس سيكيليانوس للحصول على جائزة نوبل للآداب. في عام 1957، خسر الجائزة لألبير كامو بفارق صوت واحد. وقال كامو في وقت لاحق أن كازانتزاكيس يستحق الشرف "مائة مرة أكثر" من نفسه. في أواخر عام 1957، على الرغم من معاناته من سرطان الدم، ذهب في رحلة إلى الصين واليابان. و سقط مريضا في رحلة عودته، ثم تم نقله إلى فرايبورغ، ألمانيا، حيث توفي في 26 أكتوبر. و هو مدفون على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون بالقرب من بوابة خانيا، لأن الكنيسة الأرثوذكسية رفضت دفنه في مقبرة. ومكتوب علي قبره "لا آمل في شيء. لا أخشى شيئا. أنا حر".
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة