إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب أنا ملالا pdf الكاتب ملالا يوسفزاي
عندما استولت حركة الطالبان على وادي سوات، ثمة فتاة رفعت صوتها. إنها ملالا يوسفزاي التي أبت السكوت أو الاستسلام وواصلت نضالها لنيل حقها في التعليم.
في يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2012، كادت أن تدفع حياتها ثمناً لنضالها بعد أن أطلق أحد مسلحي الطالبان النار على رأسها من مسافة شديدة القرب، فيما كانت على متن حافلة المدرسة في طريقها إلى البيت، ولم يكن أحدٌ يتوقع نجاتها.
لكن رحلة علاجها التي وُصفت بالمعجزة قد أخذتها في انعطافة مذهلة من قرية نائية في شمال باكستان إلى قاعات الأمم المتحدة في نيويورك. لقد أصبحت الآن، وقد بلغت السادسة عشرة، رمزاً عالمياً للنضال السلمي وأصغر مرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام.
ويسرد كتاب "أنا ملالا" عبر صفحاته حكاية مثيرة لأسرة اقتلعها الإرهاب العالمي من جذورها، وحكاية نضال رائعة لفتاة دافعت عن حق الفتيات في التعليم، وحكاية حب جارف أغدقه والدا ملالا على ابنتهما وسط مجتمع لا يحتفي إلا بالذكور.
إنه كتاب يقودك للإيمان بأن صوتًا واحدًا بوسعه أن يُحدث تغييرًا في العالم.
* * *
"من فيكن ملالا؟" سأل المسلحُ.
أنا ملالا وهذه هي حكايتي.
هذا الكتاب من تأليف ملالا يوسفزاي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
لم تكــن قد أتمّت عامها الثاني عشــر بعد ( مواليــد العام 1997 ) ، عندمـا بدأت فى التدوين الإليكتــروني عبــر تويتــر بإسم مُستعــار ” غول ماكــاي ” ، والكتــابة عبــر مدوّنة البي بي سي ، مُسلّطة الضــوء على حركة طالبــان المُتشددة الإرهابيــة ، وتندد بجرأة مُدهشة بأفعــالها ضد حقوق الإنســان ، والعنــف المُفرط تجاه المرأة ، وحرمــان النســاء من التعليم ، وغيرها من الممارســات الهمجيــة التى ترتكبــها الجماعة المُسلحة ، تحــت غطــاء الديــن .. والدين منهــا براء ..
كانت الزهرة الصغيــرة تدعو من خلال تدوينــاتها إلى حــق المرأة في نيــل تعليــم مُحتــرم وراقي ، والمشــاركة فى بناء المُجتمع الباكستــاني ، ولعــب دورها الطبيعــي في حركة تطوّر البشــرية .. وهي التدوينــات التى لاقت ترحاباً عالميــاً واسعاً ، ودهشـــة بالغة من جرأة الفتاة الصغيـــرة ، وإعجــاباً بطريقــة عرضهــا للقضية والفكــرة..
حتى جــاء اليــوم الذي إصطــدمت فيه الزهرة الصغيــرة البريئة الحُــرة ، بمســخ التشدد والإرهاب والهمجيــة .. وكـادت تخســر حيــاتها القصيــرة التى لم تستــوعب بعــد معنى الكراهيــة !
في العـام 2012 ، وبعد أن ودّعت مالالا الصغيــرة والدهــا لتستقــل الحافلــة المدرسيّــة مُتجهــة إلى المدرســة ، صعــد إلى الحافلــة شخص مُلثّـــم تبدو عليــه أمارات الإجرام ، ووجّـــه سؤالاً بسيطـاً لجميع الأطفال مُستقلّي الحافلة :
من منكـــم مالالا يوسف ؟
فأشــار الأطفال جميعــاً إليهــا ، فأخـــرج المُجــرم مُسدّسه من جيبــه ، ووجهه إلى رأسها الصغيــر ..
وأطلق النــار !
أصيبت الصغيــرة بالطلقة ، وأصابتها إصابة بالغة .. ولكنهــا نجــت من الموت بأعجــوبة ، بعد أن تكفّلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاجهــا على نفقتها الخاصة ، وأرسلت لهــا طائرة طبيــة إماراتيــة قامت بنقلهــا إلى لندن ، لتتلقى العلاج فى إحدى اهم المستشفيــات البريطــانية على الإطلاق ..
ونجــت مالالا من موت مُحقق ..
النتيجــة ؟
لم يسكــت صوتها الصغيــر عن المُطالبــة بحقــوق الإنســان والمرأة في باكستــان والعالم ، بل قوّى موقفهــا للغايــة ، للدرجة التى جعلتهــا تلقى خطاباً داخل أروقة الأمم المتحدة ، منددة بأعمال طالبان ، ومنــادية بحق الفتاة الباكستــانية في التعليم والمســاواة والحياة والكريمة .. وقالت جملتهــا الشهيــرة :
"لقد ظنــوا ان الرصاص سيؤدي إلى إسكــاتنا .. ولكنهم مُخطئــون !"
حتى جاءت اللحظة التاريخيــة بأن وقع 2 مليــون باكستــاني على عريضة وطنيــة ساعدت على التصديــق على الحق فى تعليم المرأة في باكستــان ، ليصبــح من أهم أولويــات البلاد ..
كمـا نالت الجائزة الوطنية الاولى للسلام فى باكستــان ، وجائزة السلام الدولية للأطفال ، والعديد من الجوائــز الدوليــة الحقــوقيــة ، وترحاباً عالميــاً من كل الحكومات والدول المُناهضة للتمييـــز ، واستضــافتها العديد من الإذعات العالميــة ..
و في 2014حصلت مالالا الصغيــرة على جائزة نوبل للسلام ، مناصفة مع الناشط الهنــدي في حقوق الأطفال ( كايلاش ساتوارثي ) البالغ من العُمــر 60 عاماً .. لتكون جائزة السلام في هذا العام دفاعاً عن حرّيات الانســان وحقوق المرأة والطفــل ..
الكتب الأكثر قراءة