إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب جهاد الدعوة pdf الكاتب محمد الغزالي
عندما كان المسلمون العالم الأول-بلغة عصرنا-كانت شمائلهم الروحية والاجتماعية تبوئهم هذه المكانة دون افتعال أو ادعاء، وكان سائر الخلق يرمقهم بمهابة وإعزاز، لأنهم كانوا الأذكى والأرشد والأقوى!
من الذي منحهم هذه الخصائص وهي سجايا لم تكن فيهم معروفة؟ إنه الإسلام وحده، لقد أقبلوا عليه واسلموا زمامهم له فجعلهم أئمة في الأرض... كانوا ينتمون إليه وحده، ويستمدون منه وحده، ويغالون به مغالاة مطلقة!
قد يجتهدون فيخطئون! وقد ينطلقون فيتيهون! وتلك طبيعة البشر، ولكنهم تعلموا من نبيهم هذه الحكم: "سددوا وقاربوا"، "واستقيموا ولن تحصوا"، فكانت حصيلتهم الإنسانية بعد الخطأ والصواب والشرود والاستقامة أربى من غيرهم وأثقل في موازينهم. وليس الإسلام طلقة فارغة تحدث دوياً ولا تصيب هدفاً، إنه نور في الفكر، وكمال في النفس، ونظافة في الجسم، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة موارة في كل ميدان.
ما كان أحد ليغيظ الكفار، ويذل الاستعمال على هذا النحو الذي فعله صاحب الرسالة العظمى، لكنه الوحي الأعلى استضاء به إنسان، ثم أضاء به من حوله ومن بلغه! عيب المسلمين الآن أنهم لم يعرفوا القرآن ثقافة تفيق الألباب ، وخبرة بالأنفس والآفاق، إنه ترديد ألفاظ وأنغام وحسب.
هل ينشأ الحصاد الوفير من زرع شيطاني خرج من تلقاء نفسه، ولم يلق حظاً من اهتمام وتعهد؟ إنني أتقلب بين شعوب إسلامية كثيرة، فأجد طفولة فكرية وخلقية مستغربة! طفولة لم تجد من يربي، ويقوم العوج، ويصلح الخطى. قلت وأنا أنظر للجماهير الهائمة: ترى أتغيظون الكفار؟ أم سوف يضحك منكم الكفار؟ إنكم فقراء إلى من يقدم لكم الرغيف، فيكف تستطيعون ملء القلوب بالهدى؟
هذا الكتاب من تأليف محمد الغزالي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
يعتبر الغزالي أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين" كما يقول أبو العلا ماضي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي الرصين في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة. سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية.
سمي الشيخ "محمد الغزالي" بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام الغزالي فلقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وقال له "أنه سوف ينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه.
ولد في قرية نكلا العنب، ايتاي البارود، محافظة البحيرة بمصر في (5 من ذي الحجة 1335 هـ/ 22 سبتمبر 1917 م). نشأ في أسرة "متدينة", وله خمس اخوة, فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة, ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: “كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة”. والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية, ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وبدأت كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية, بعد تعرفه على الإمام حسن البنّا مؤسس الجماعة، وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360 هـ == 1941 م) وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362 هـ == 1943م) وعمره ست وعشرون سنة, وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة, وقد تلقى العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني, والشيخ محمود شلتوت, والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة