إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
كارل بيكر: مُؤرِّخٌ أمريكيٌّ اشتُهِر بنظرته الفلسفية تجاهَ الأحداث المُتعلِّقة بالتاريخ الأمريكي وعلاقته بنظيره الأوروبي.
وُلِد كارل لوتوس بيكر في ٧ سبتمبر عامَ ١٨٧٣م في مدينة «واترلو» التابعة لولاية «آيوا» الأمريكية، وتلقَّى دراسته الجامعية في جامعة «ويسكونسن»، وتتلمذ فيها على يد المؤرخ الشهير «فريدريك جاكسون تيرنر» صاحب نظرية «أثر الحدود»، التي تُؤَوِّل خصائصَ التاريخ الأمريكي، وتأثَّرَ التلميذُ بالأستاذ في سِعَة الأُفق والبساطة وكُرْه المظاهر ونَزاهة القصد وصَراحة القول والاعتدال، ودرس أيضًا القانونَ الدستوريَّ في «جامعة كولومبيا» بسبب اهتمامه الأكاديمي بأحداث الفصول الأولى من الثورة الأمريكية، وما تمخَّضَتْ عنه من «وثيقة إعلان الاستقلال».
وارتبط اهتمامُه الدراسي بظروفِ نشأته؛ فقَدْ كانَ أبواه ينتسبان لأصولٍ مختلِفة؛ ألمانية وهولندية وأيرلندية وإنجليزية، وحدث لأجداده ما حدث لأمثالهم في تاريخ الولايات المتحدة؛ فقد تحوَّلَ الغرباء المستوطنون مع الوقت إلى مواطنين أمريكيين، فكانَ هذا دافعًا للبحث عن المعرفة حول أفكار الاستيطان وترسيم الحدود وأشكال المؤاخاة الإنسانية عبر التاريخ.
قام بيكر بالتدريس في عدة جامعات، وكان أول عهده بكرسي الأستاذية حينما عُيِّن أستاذًا للتاريخ في «جامعة كنساس»، ومنها انتقل إلى «جامعة كورنل» عامَ ١٩١٧م، وبقي فيها أستاذًا، ثم أستاذًا فخريًّا حتى وفاته، كما انتُخِب زميلًا ﻟ «الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم» عامَ ١٩٢٣م.
له عدة مُؤلَّفات في التاريخ والفلسفة، أشهرُها «المدينة الفاضلة عند فلاسفة القرن الثامن عشر» الذي تُرجِم إلى اللغة العربية، وكتاب «إعلان الاستقلال»، كما اشتُهِر عنه موضوعُ أطروحته لنيل درجة الدكتوراه «الأحزاب السياسية في ولاية نيويورك»، التي ناقَشَ فيها قضيةَ التاريخ الاستعماري للولايات المتحدة الأمريكية، وآثاره على مستقبل البلاد. وقد تَميَّزَ في مُؤلَّفاته بتماسُك أجزاء الموضوع محل النقاش، وانسجامها في ترابُطٍ وتسلسُلٍ فريدَيْن.
تُوفِّي في ١٠ أبريل عام ١٩٤٥م في مدينة «إثاكا» بولاية نيويورك، بعدما شارَكَ البشريةَ أفكارَه في فلسفة التاريخ؛ التي كانت تتَّخِذ من تحسين العلاقات بين الدول والشعوب هدفًا أسمى لها.